قال مسؤولون إن ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان زار أمس المنطقة القبلية في شمال غربي باكستان حيث تقاتل قوات الأمن متشددين إسلاميين وانتقل من الشريط القبلي بعد ذلك في زيارة الى العاصمة كابل التي شهدت أمس عمليات انتحارية ضد مقار حكومية.
ووصل هولبروك الى باكستان في وقت متأخر مساء الاثنين والتقى مع كبار المسؤولين في الحكومة وقادة الجيش أول من أمس. وهولبروك معروف بدوره في إنهاء الحرب في يوغوسلافيا السابقة منذ أكثر من 15 عاما. وقال مسؤول حكومي في المنطقة طلب عدم نشر اسمه إن هولبروك «توجه إلى مقر قوات الأمن في مهمند واستمع الى تقرير عن العمليات العسكرية». وذكر مسؤول بالمخابرات في شمال غربي البلاد إن هولبروك سافر في طائرة هليكوبتر الى مهمند وهي احدى سبع مناطق باكستانية تغلب قبائل البشتون على سكانها وتقع على الحدود مع أفغانستان.
وعلى وقع أعمال عنف متزايدة، وخصوصا في العاصمة كابل، بدأ المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد هولبروك زيارة لأفغانستان أمس الأربعاء قادما من باكستان، في أولى جولاته للمنطقة منذ تعيينه مبعوثا رئاسيا للولايات المتحدة فيها، فيما أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بإعادة النظر في الإستراتيجية السياسية للولايات المتحدة حيال أفغانستان وباكستان قبل قمة حلف الناتو المقررة أبريل (نيسان) المقبل. ومن المقرر أن يبحث هولبروك الوضع الأمني في أفغانستان مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وحكومته، ثم يغادر المبعوث الأميركي كابل إلى الهند بعد استكمال محادثاته مع القيادة الأفغانية، ومن المقرر أن يقدم هولبروك للرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون تقريرا بنتيجة جولته. وتأتي زيارة هولبروك إلى أفغانستان على وقع أعمال عنف متزايدة تشهدها العاصمة الأفغانية كابل؛ حيث سقط عدد من القتلى والجرحى في اشتباكات بين القوات الأفغانية وقوات حفظ السلام الدولية في أفغانستان «إيساف» من جهة، وبين عناصر مسلحة من حركة طالبان من جهة أخرى حاولت السيطرة على مبنيي وزارتي العدل والمالية في كابل، في هجمات منسقة جرت صباح أمس.
وفي أوتاوا اعتبر أرفع مسؤول عسكري أميركي أمس، أن على السلطات في كابل ان تحسن كثيرا الطريقة التي تعتمدها لإدارة أفغانستان، اذا ما أراد التحالف ان يتمكن من التغلب على التمرد في البلاد. وقال رئيس اركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن الذي يقوم بزيارة الى أوتاوا، إن «الإدارة الجيدة هي بالتأكيد العنصر الاهم في الوقت الراهن».
وأضاف في ندوة صحافية مشتركة مع رئيس الاركان الكندي الجنرال والتر ناتينزيك، أن «انعدام الإدارة الجيدة المرتبط بالفساد القائم سيكون التحدي الأبرز الذي نواجهه». وتحدث ناتينزيك بإسهاب في المعنى نفسه. وقال إن «ما ينقص فعلا، هو جهاز رسمي يقوم بتسيير الآلة الحكومية». وفيما سيتخذ الرئيس باراك أوباما في الأيام المقبلة قرارا حول إرسال تعزيزات إلى أفغانستان، أشار الأميرال مولن إلى الحاجة أيضا إلى «دفع في مجال القدرات المدنية» لتعزيز الإدارة على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية.
وردا على سؤال في مناسبة أخرى عن قسوة إدارة أوباما حيال الرئيس الافغاني حميد كرزاي، قال وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي إن «الجميع، الأميركيين وبلدان الحلف الأطلسي والرئيس كرزاي، يعترفون بوجود هواجس حلول الفساد في إطار الحكومة الأفغانية»، وبضرورة أن تعمل مختلف السلطات الأفغانية «في الاتجاه نفسه». وكان ماكاي التقى الأميرال مولن في الصباح.