طمأن العراق إيران أمس إلى أن موعد الانسحاب الأميركي عام 2011 هو نهائي، فيما رأت طهران انه لم تعد هناك ضرورة لحوار إيراني – أميركي حول العراق بسبب التحسن الأمني في هذا البلد.
التطمين العراقي جاء على لسان وزير الخارجية هوشيار زيباري خلال استقباله نظيره الإيراني منوشهر متقي في بغداد أمس.
وقال زيباري في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني «إن الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة واضحة وصريحة ومعلنة وليس فيها ملاحق سرية واطلع عليها البرلمان والصحافة». وأضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «الاتفاقية في تقديرنا في مصلحة البلدين (بغداد وواشنطن) وسيكون انسحاب القوات الأميركية بحسب ما نصت عليه الاتفاقية في 2011 وهو موعد نهائي»، مضيفا أنه حتى ذلك الوقت «سيكون هناك خفض تدريجي للقوات الأميركية».
وتابع زيباري مبتسما لنظيره الإيراني «سوف يشاهد السيد متقي أن الوضع هذه المرة في المنطقة الخضراء مختلف عن السابق وهذا سيستمر»، في إشارة إلى تسلم القوات العراقية المسؤولية الأمنية.
وقال أيضا «كلما تقدمنا في موضوع الأمن تسارع خروج القوات»، مؤكدا أن «الاتفاقية لا تهدد أي دولة من دول الجوار، وأكدت أن العراق لن يكون منطلقا لهجمات على أي دولة من دول الجوار».
من جهته، قال متقي «نظرنا بايجابية للشعارات التي رفعها (الرئيس الأميركي باراك) اوباما، فالعالم يتغير وإذا أرادت الولايات المتحدة أن تواكب هذه التغيرات فهذا نبأ سار». وأضاف «اذا استطاع اوباما تحقيق وعوده فذلك سوف يساعد أميركا»، مضيفا أن الحوار«في إمكانه أن يكون وفق الاحترام المتبادل» وان الإدارة الأميركية الجديدة «لديها الفرصة لتوضح صورتها أمام العالم».
وقال متقي: «إن حكمة القادة (في العراق) التي نراها في الظروف الحالية تؤكد أن الحكومة قادرة تماما على أن تعيد الأمن في شكل كامل للبلاد، والأفق في هذا المجال مشرق». وعن الحاجة إلى إجراء جولة جديدة من المفاوضات الأميركية الإيرانية حول العراق، أوضح متقي أن «هذا النوع من المباحثات وفي هذه الظروف الحالية ليس له مكان. الشعب العراقي والحكومة قادران على توفير الأمن».
وتابع متقي الذي زار بغداد مرارا «عقدنا ثلاث جولات للحوار مع الولايات المتحدة بناء على رغبة العراق في السابق لأنها لمصلحة العراق». وتدارك «لكننا نعتقد أن الظروف الجديدة مختلفة تماما. نحن نعتقد أن تحسن الظروف الأمنية جاء نتيجة لتولي الحكومة العراقية المسؤولية الأمنية».
وقال زيباري «هناك أرضية جيدة للعلاقات بيننا وبين دول الجوار، ونحن رحبنا بتوجهات الإدارة الأميركية الجديدة ونؤيد الحوار الأميركي ـ الإيراني». وأضاف «بادرنا في السابق الى اجراء مثل هذا الحوار، ونحن نشجع ونؤيد اي توجه او مبادرة في هذا الاتجاه».
من جهة اخرى، قال متقي «ان هذه الزيارة تأتي استكمالا للزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لايران، والتي تم الاتفاق خلالها على تشكيل لجنة لمتابعة الاتفاقات». واضاف ان «العراق دولة مهمة في المنطقة، ونعتقد ان فيه امكانات تجعله يقوم بدور اقليمي مهم».
واعلن زيباري ان نظيره الايراني سيفتتح قنصليتين في السليمانية واربيل (شمال)، كما سيزور المدن الجنوبية ومحافظة الانبار (غرب). وفي هذا السياق، قال متقي «زيارتنا لمناطق العراق توجه رسالة مفادها ان جميع انحاء البلاد اصبحت مناطق آمنة».
والتقى متكي الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء المالكي وبحث معهما تفعيل التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين. كما اتفق مع وزير التجارة العراقي عبد الفلاح السوداني على «خارطة طريق» لتفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية وزيادة حجم التبادل التجاري ليصل الى خمسة مليارات دولا سنوياً. واكد متقي في اللقاء مع وزير التجارة العراقي ضرورة ترجمه الافكار المطروحة الى واقع عمل يشمل جميع المجالات المشتركة بين البلدين، خاصة في موضوعي الاستيراد والواردات، إضافة الى الاتفاقية المتعلقة بالتعريفة الجمركية وتسهيل مهمة دخول رجال الاعمال وتفعيل دور الغرف التجارية والنقابات بين البلدين.
واضاف «نحتاج الى مزيد من التعاون في المجال النفطي ونأمل زيارة وفد في مجال النفط اضافة الى رصد الزلازل في المناطق الحدودية والاستفادة من مصفاة عبادان وتفعيل المناطق التي يتوفر فيها الغاز اضافة الى زيادة التعاون المشترك في مجال الكهرباء حيث هناك ثلاثة خطوط لنقل الكهرباء الى العراق ونعمل على زيادة الكمية المجهزة الى 600 ميغاواط»، مضيفاً أن هناك أربعة مشاريع لشق الطرق ومشروع سكك الحديد بين البصرة والشلامجة ونعمل على زيادة هذه المشاريع في المستقبل بعد الاستئناس بوجهة النظر العراقية حول الموضوع